متحف فني

 

 

المتحف الفني أو المعرض الفني هو عبارة عن مبنى أو مساحة يتم فيها عرض الأعمال الفنية بالأخص الفنون المرئية. يمكن أن تكون المتاحف عامة أو خاصة ولكن ما يميز المتحف هو ملكيته لمجموعات فنية بعينها. اللوحات هي التحف الفنية الأكثر شيوعا والأكثر طلبا في العرض ومع ذلك فإن المنحوتات والفنون الزخرفية، والأثاث، والمنسوجات، والملابس، والرسومات، والفن التصويري والمطبوعات والكتب الفنية، والصور كلها يتم عرضها كقطع فنية متميزة. يكون الكتحف عادة مكانا دائميا لعرض هذه القطع الفنية ولكن في أحيان أخرى يستخدم في استضافة المعارض الفنية والأنشطة الفنية الأخرى، مثل فنون الأداء، وحفلات الموسيقى، أو بعض القراءات شعرية.

يهدف هذا النص إلى استعراض التطور التاريخي لـ المجموعات الفنية وكيف تحولت من مجموعات خاصة ومحدودة العرض إلى معارض عامة ومتاحف متاحة للجمهور.

 

1. المجموعات الخاصة (المؤسسات الدينية والملوك)

 

في البداية، كانت المجموعات الفنية الكبيرة تُكلّف من قبل:

  • المؤسسات الدينية: مثل المعابد والكنائس، والتي كانت تعرض الأعمال الفنية، لتمثل شكلاً مبكراً من المعارض. ففي العصور الكلاسيكية، تبرع أثرياء روما (بما في ذلك يوليوس قيصر) بمجموعاتهم من الأحجار الكريمة والأشياء الثمينة للمعابد.
  • الملوك والنبلاء: في أوروبا، كانت المجموعات الموجودة في القصور الملكية والقلاع متاحة جزئياً للعامة منذ أواخر العصور الوسطى.
  • شروط الدخول: كان الدخول غالباً محدوداً بشروط، كما في قصر فرساي، حيث كان الدخول مقتصراً على من يرتدون ملابس مناسبة.
  • إيطاليا كنموذج مبكر: ابتداءً من القرن الثامن عشر، أصبحت السياحة الفنية صناعة رئيسية في إيطاليا، وبُذلت جهود لجعل الفن متاحاً للجميع، مما أدى لافتتاح المتاحف في الفاتيكان وغيرها.

 

2. التحول إلى المعارض العامة

 

شهد النصف الثاني من القرن الثامن عشر تحولاً كبيراً في وصول الجمهور إلى الفن، متأثراً بالثورات والتغيرات السياسية:

  • بعد الثورات: أصبحت العديد من المجموعات الملكية متاحة للشعب بعد الثورة الفرنسية والحروب النابليونية، حتى لو بقيت الملكية قائمة (كما في إسبانيا وبافاريا).
  • المتحف البريطاني (1753): أُنشئ بعد حصوله على تبرعات للعرض العام. وتم رفض اقتراح لشراء مجموعة السير روبرت والبول لعرضها على الجمهور بسبب التكلفة، وانتهى الأمر ببيعها إلى ملكة روسيا ووضعها في متحف هيرميتاج في سانت بطرسبرغ.
  • المتاحف الأوروبية الكبرى:
    • متحف اللوفر (1793): كان افتتاحه كمتحف عام لمعظم المجموعات الملكية الفرنسية السابقة خطوة حاسمة.
    • ألت بيناكوثيك (ميونخ): افتتحت المجموعة الملكية البافارية للجمهور عام 1779.
    • معرض أوفيزي (فلورنسا): افتتحت مجموعة ميديشي في عام 1789 تقريباً.
    • متحف ديل برادو (مدريد): أُنشئ مبناه قبل الثورة للعرض العام.
  • بريطانيا لاحقاً: بقيت المجموعات الفنية في بريطانيا في أيدي الملك لفترة، وافتُتحت أولى المعارض الوطنية التي بُنيت لهذا الغرض مثل معرض دولويتش (1814) والمعرض الوطني في لندن (1824).
  • نموذج التشيك: لم يتشكل المعرض الوطني في براغ من مجموعات ملكية، بل أُنشئ من الصفر كمشروع مشترك بين الأرستقراطيين التشيكيين عام 1796.

باختصار، يوضح النص كيف انتقلت الأعمال الفنية من كونها امتيازاً للمؤسسات والسلطة إلى حق جماهيري، مدفوعة بالتغيرات الاجتماعية والسياسية وظهور مفاهيم المعرض والمتحف العام.

الأكثر زيارة