أفضل أدعية ليلة القدر مكتوبة وصور

يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } هنا توجيه من الله العلي القدير، الغني العزيز إلى العباد أن يتوجهوا له بالدعاء بأسلوب الأمر: (ادعوني) مباشرة دون وساطة من أي أحد كائنا من كان، ويأتي جواب الأمر مباشرا (أستجب لكم)، ما أعظمك يا الله، ما أكرمك، غني عن عباده، ويعطي بالدعاء عطاء غير مجذوذ…

فما هو الدعاء:

التعريف اللغوي: هو النداء والطلب، فإذا قلت: ادع لي فلان أي اطلبه لي أو نادِه لي.

التعريف الاصطلاحي: الاستعانة بالله جل وعلا ومناداته لجلب النفع والخير ودفع الأذى والشر.

والدعاء هو العبادة كما في الآية السابقة وكما جاء في الحديث الشريف، وفي حديث آخر (الدعاء مخ العبادة)، بل هو من بين أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وقد ذكر الله عز وجل في القرآن الدعاء في مواطن كثيرة مبينا عظمة بركته في حياة الناس لينجيهم من الكربات والضيق والهم والحزن، وليرفع عنهم إصرهم، وليرفع مكانتهم ويصلح حالهم، ولينصرالحق في مواطن الصراع بينه وبين الباطل، ولا يَرُد القضاء إلا الدعاء.

ومن كرم الله علينا أن جعل الدعاء صلة بينه وبين عبده، وبين لنا رسولنا الكريم أن هناك أوقاتا يُستجاب فيها الدعاء وتتنزل فيها الرحمات بفضل منه عز وجل أكثر من أوقات أخرى، وفي هذه العجالة نتحدث عن وقت من الأوقات المباركة والذي اختصه الله بفضل عظيم على الناس، بل هو أعظم ما أكرم الله عز وجل البشر بل والعالمين، الإنس والجن وما لا نعلم من خلق الله، إنها ليلة القدر.

(إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر) ما أعظمها من ليلة من ليالي الزمان منذ خلق آدم وإلى قيام الساعة، إنها الليلة التي اختارها المولى جل جلاله لنزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا (على الراجح  من الأقوال)، ثم يتنزل جبريل عليه السلام على المبعوث رحمة للعالمين محمدٍ النبي الأمين بأول آيات سورة العلق (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، ولتبدأ من هذه اللحظات المباركات مسيرة  رسالة الإسلام للناس. والله عز وجل بعظمته وكبريائه هو الذي يقول: (وما أدراك ما ليلة القدر) فهو وحده الذي يعلم مقدار عظمتها وبركاتها، ومهما بلغ بالبشر التصور فهو دون الحقيقة ودون قدرها، ويكفينا أنه تعالى جعلها خيرا من ألف شهر (ما يعادل 83 سنة)، أي أن العمل في هذه الليلة (لمن وفقه الله لعمل الخير فيها والعبادة الخالصة المُتَقبّلة) خير من العبادة المتواصلة 83 سنة، ومَن مِن الناس يستطيع ذلك؟!!!!

ومن خير العمل في هذا الشهر الفضيل بعد صيام نهاره تقربا إلى الله هو قيام ليله صلاة وذِكرا ودُعاءً.

وقد أرشدنا رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه إلى خير الدعاء في هذه الليلة المباركة المَرجوة القَبُول، ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي). فما أجمل أن يشملنا الله بعفوه وهو العفو الغفور، ومن أفضل الدعاء ما جاء في القرآن الكريم  (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). هذا الدعاء الذي اشتمل على الاستعانة بالله تعالى على أداء شكر النِّعم التي منّ الله علينا بها، وعلى عمل الصالحات ثم يتم نعمته علينا بأن يجمعنا في الآخرة مع الصالحين من عباده،

ومن الدعاء القرآني أيضا والذي نسأل الله أن يتقبله منا في هذه الليلة المباركة (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي*وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي).

ومن جوامع الدعاء في هذه الليلة أيضا: (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا) فهذا الدعاء قد جمع للمؤمنين كل خير في الدنيا والآخرة وأعاذهم من كل شرفي الدنيا والآخرة.

 ومن رقائق الدعاء في هذه الساعات المباركة (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ). فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء. ونختم بهذين الدعائين الجميلين  (اللهُمَّ إني أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهُمَّ إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي من بينِ يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتالَ من تحتي).  (يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستَغيثُ أصلِح لي شأني كُلَّهُ ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ).

ومن الأمور التي تجعل من دعئنا مستجابا:

الإخلاص في الدعاء مع توجه القلب بالكلية لله وخشوع الجوارح

الإلحاح في الدعاء واليقين على أن الله يقبله، فالظن يعني أن الله غير قادر على الاستجابة وهذا من سوء الأدب مع رب العزة الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

الجزم في الدعاء: فلا يقول اللهم اغفر لي إن شئت ولكن اللهم اغفر لي، لأن الله لا يَعظمه شيء.

الطعام الحلال: لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. اللهم تقبل دعاءنا، وأطب مطعمنا ومشربنا وملبسنا، وسدد خطانا، واختم بالصالحات أعمالنا، وألهمنا الإخلاص في القول والعمل، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا ممن يوافق خير الليالي ليلة القدر، ووفقنا لقيامها واستجب دعاءنا فيها، وبارك لنا في كل أمورنا، إنك سميع قريبٌ مجيبُ الدعاء يا رب العالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتابة: الأستاذ محمود البرهان