ماهو الاغتصاب الزوجي
ويتم تعريف الاغتصاب الزوجي أنه كل فعل أو نشاط جنسي يتم دون موافقة الزوجة، سواء انطوى على عنف جسدي أم لا، وبطبيعة الحال لم تكن فكرة الاغتصاب الزوجي مقبولة في أكثر المجتمعات تحرراً وانفتاحاً حتى وقت قريب، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً بقي الاغتصاب الزوجي محلَّ نزاع من السبعينات وحتى عام 1993 حيث اعترفت جميع الولايات الأمريكية بالاغتصاب الزوجي ونظمت قوانين متفاوتة بالصرامة لمواجهة الزوج الذي يغتصب زوجته.
لماذا يشيع الاغتصاب الزوجي؟
بعدها؟ كيف يمكن للرجل أن ينقذ العلاقة بعد اغتصاب شريكته؟
الاغتصاب الزوجي جريمة مروعة تعانيها ملايين السيدات العربيات يومياً؛ أقسى ما فيها أن شريك الحياة، المفترض أن يمنح الأمان والسكينة، يغدو مجرماً ينتهك شريكته رغم إرادتها.
الاغتصاب الزوجي هو إقدام الزوج على ممارسة الجنس عنوة مع زوجته، أو تهديدها وترويعها لتقبل بالعلاقة الجنسية دون رغبة منها.
للأسف، تُلاقي جريمة الاغتصاب الزوجي مساندة واسعة في البلاد العربية، مجتمعياً ودينياً، بجانب تجاهلها قانونياً، فتزداد المعاناة بسبب غياب قنوات حماية الزوجات المنتهكات، ويبقين تحت سيطرة الزوج دون رحمة.
لماذا يشيع الاغتصاب الزوجي؟
السبب الأول في شيوع هذه الجريمة هو عدم تجريمها، فالقانون لا يعاقب الزوج على اغتصابه لزوجته، إلا إذا أجبرها على ممارسة الجنس الشرجي، وعندها تعتبر جريمة هتك عرض.
مع عدم تجريم الاغتصاب الزوجي لا يمكن للزوجة الحصول على حماية الشرطة من زوجها، كما لا يمكنها رفع دعوى طلاق لهذا السبب، ولا يتبقى أمامها إلا الخُلع والتنازل عن حقوقها كاملةً لتهرب من العلاقة المدمرة.
أمَّا السبب الثاني لشيوع الاغتصاب الزوجي فهو سوء تلقي النصوص الدينية، والتعامل مع الجنس باعتباره “حق شرعي” للزوج و”واجب شرعي” على الزوجة، فيحل له معاشرتها وقتما شاء وكيفما شاء دون أن تملك حق الاعتراض – مما يتجاهل الجانب النفسي والإنساني لشريكة الحياة.
أخيراً، يلعب نقص الوعي الجنسي، واحترام حدود الجسد وحقوقه، في شيوع جريمة الاغتصاب الزوجي؛ فالبعض لا يستوعب أن إجبار الزوجة على الجنس يعتبر اغتصاباً، بجانب جهل الكثير من الزوجات بحقوقهن.
أشكال الاغتصاب الزوجي
الجنس القسري
يعتقد الرجال أن الزواج يسمح لهم الحق في ممارسة الجنس وقتما شاؤوا ولكن ممارسة الجنس مع المرأة دون موافقتها أو بأي شكل فيه إجبار مثل حملها و إلقائها على السرير عنوة أو رميها أرضًا أو دفعها إلى الحائط أي أذيتها لتمارس الجنس فإن ذلك يعد اغتصاب.
التهديد بالإيذاء
إذا أجبر الرجل زوجته على ممارسة الجنس بعد تهديدات لفظية أو جسدية بأنه سيؤذيها أو يؤذي أشخاصاً آخرين مقربين لها مثل أهلها أو أطفالها، أو بتوجيه الغضب لها و إرهابها فإنها قد تمتثل له و توافق على العلاقة حتى لا تخاطر وتتعرض للأذى الجسدي وبالتالي فإن ذلك اغتصاب.
الجنس عن طريق التلاعب
يقصد هنا الابتزاز العاطفي أو توجيه تعبيرات جارحة و شتائم للمرأة مثل أنها ليست زوجة جيدة أو باردة جنسيًا أو تهديدها بممارسة الجنس مع نساء أخريات أو تهديدها بالزواج عليها أو هجرها أو أخذ الأولاد فإن ممارسة المرأة للجنس معه ليست من باب الموافقة وتعد اغتصابا.
الجنس عندما لا يمكن المرأة أن تعطي موافقتها
أي إذا كانت الزوجة نائمة أو مخدرة أو غائبة عن الوعي على أي نحو، بما فيها تأثير الكحول، و كانت من ثمّ عاجزة عن رفض أو قبول العلاقة الجنسية فإن الاتصال الجنسي في هذه الحالة يعد اغتصابا، حتى وإن قالت نعم لأن في مثل هذه الظروف موافقتها ليست عن وعي.
الجنس باتّخاذ المرأة رهينة
من خلال التحكم في المرأة ومنع المال عنها أو منع الزيارات للأهل والأقارب، و كانت من ثمّ رهينة في المنزل ويكون مقابل إطلاق سراحها هو ممارستها للجنس مع الزوج، وبالتالي فإن ذلك يُعد اغتصاب.