انضمام تركيا إلى حلف الناتو

هل تركيا في حلف الناتو

مضى 68 عامًا على انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي”ناتو”، وبهذه المناسبة أعرب أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، عن شكره لأنقرة على الإسهامات التي قدمتها للناتو طيلة هذه الفترة كعضو له قيمة كبيرة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستولنبرغ خلال مقابلة أجرتها معه الأناضول، شدد خلالها على أهمية تركيا ودورها الكبير في كيان الحلف الدولي.

وقال الأمين العام إن “تركيا منذ 68 عامًا وهي عضو له قيمة كبيرة داخل عائلة حلف الأطلسي”، مشيرًا إلى أنها تعتبر واحدة من أكثر الأعضاء إسهامًا في بعثات وعمليات الحلف بعدد كبير من الدول مثل أفغانستان وكوسوفو والعراق.

وتابع قائلا “كما أنها الحليف الأكثر تضررًا من الفوضى، والعنف، وعدم الاستقرار بالشرق الأوسط، والأكثر تعرضًا لهجمات إرهابية”.

وأضاف قائلا ” في الذكرى السنوية الـ68 لانضمام تركيا للحلف أود أن أعبر لها عن عميق شكري لدعمها المستمر والمهم لتحالفنا. ولا شك أنها ستواصل دورها كعضو قوي وله قيمة كبيرة داخل هذا الكيان”.

– تركيا تنضم للناتو عام 1952

في العام 1952 حصلت تركيا على عضوية حلف الناتو الذي يعتبر منظمة عسكرية دولية تأسست عام 1949م بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 أبريل/نيسان 1949. يشكل

وكانت تركيا الدولة الـ13 في ترتيب الدول المؤسسة للحلف الذي يعد بمثابة نظام للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.

ووقع برتوكول انضمام تركيا للناتو في 17 أكتوبر/تشرين أول 1951، لكنها حصلت على العضوية الرسمية في 18 فبراير/شباط 1952.

وبدأت عضوية الناتو إلى جانب عضوية الأمم المتحدة تشكلان أهمية بالنسبة لتركيا التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية تحديد أولويات سياستها الخارجية بناء على التقارب مع العالم الغربي.

تركيا التي حصلت على عضوية الأمم المتحدة عام 1945، عضدت من علاقاتها بالعالم الغربي من خلال عضويتها بحلف الأطلسي التي تحتفل هذه الأيام بذكراها الـ68.

– تركيا من الأعضاء المحوريين في التحالف

من المؤكد أن تركيا تعتبر من الأعضاء المحوريين في حلف شمال الأطلسي، لا سيما أنه كان منوط بها تأمين الجناح الجنوبي الشرقي للحلف إبّان الحرب الباردة التي كانت بمثابة حالة صراع وتوتر وتنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم وامتدت من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي. وبعد هذه الفترة واصلت تركيا دورها في الاضطلاع بأدوار مسؤولة داخل ذلك الكيان من خلال تقديم إسهامات كبيرة لبعثات الحلف المعنية بالسلام وإدارة الأزمات ببقاع مختلفة من العالم.

وتمتلك تركيا ثاني أكبر جيش بالناتو بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمتع بموقع جيو استراتيجي بالغ الأهمية، كما أنها تعتبر أكثر الأعضاء مساهمة في الصناديق الائتمانية المشتركة الخاصة بالحلف؛ إذ تعد أنقرة ثامن أكثر عضو يسهم في ميزانية الحلف، حيث تقدم دعما تصل قيمته الى 90 مليون يورو.

وفي سياق متصل قدمت تركيا إسهامات كبيرة لبعثة الدعم الحازم التي يقودها الناتو في أفغانستان، ولقوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في كوسوفو(KFOR)، ولبعثة التدريب التابعة للحلف في العراق.

ففي أفغانستان، تولت مهمة تشغيل وتوفير الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي، حتى نهاية عام 2019.

ويبلغ عدد الجنود الأتراك في أفغانستان ضمن إطار قوات الناتو، 570 عسكريا.

أما في كوسوفو، فتسهم تركيا في تعزيز قوة الحف أيضا عبر تخصيصها 280 جنديا، ضمن إطار قوت حفظ السلام.

وفي العراق، تعتبر تركيا ثاني دولة بعد كندا، تقدمت بتعهدات دعم لقوات الحلف هناك، ويتواجد 30 جنديا تركيا ضمن هذه القوات.

وعلى صعيد العمليات والمهام البحرية، تعد تركيا من البلدان المساهمة بشكل دائم في عملية “الحرس البحري” بقيادة “الناتو” في المتوسط، كما تتولى دورا مهما في مكافحة الهجرة غير النظامية في بحر إيجة.

وإلى جانب هذا، تتولى تركيا مهام قيادية في صفوف حلف الأطلسي، إلى جانب استضافتها العديد من المقرات التابعة للناتو، أبرزها قيادة القوات البرية “LANDCOM” المتواجدة في ولاية إزمير غربي تركيا.

كما تستضيف منطقة “كوراجيك” بولاية مالاطيا شرقي تركيا، منظومة رادار تابعة لـ “ناتو”.

وإلى جانب الدعم العسكري، تقدم تركيا الدعم المدني لحلف شمال الأطلسي، عبر إرسال الخبراء في المجالات المختلفة، الأمر الذي يجعل منها عضوا رئيسيا ومهما في صفوف الناتو.