مدة المرحلة الرابعة أرشيف
شكلت “المرحلة الرابعة” من برنامج منح الجنسية التركية للسوريين الموجودين على الأراضي التركية، عقدة صعبة أمام السوريين وحجر عثرة توقف عنده الآلاف من المرشحين الذين باتوا ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء المراحل المخصصة البالغ عددها سبع مراحل للحصول على (الهوية التركية) التي بدورها تمكنهم من الحصول على العديد من الامتيازات شأنهم شأن المواطنين الأتراك.
يبدو أن المرحلة الرابعة المعروفة بـ “مرحلة الدراسات” هي العقدة الأصعب في البرنامج لكونها تشكل نقطة الفصل بين الرفض والقبول ويعتمد ذلك على التقرير المشترك الذي ستقدمه مديريات الهجرة إضافة لمديريات الأمن لرئاسة مجلس الوزراء التركي حول وضع الشخص المرشح الأمني في تركيا وحتى في سوريا سابقاً ومطابقة ثبوتياته المقدمة.
نحو 2000 شخص في هاتاي وحدها ومديرية الهجرة توضح
يقول أحد الموظفين في مديرية الهجرة في حديث لـ “أورينت نت”، إن “عدد الأشخاص السوريين المرشحين للجنسية التركية والذين ينتظرون الخروج من المرحلة الرابعة بلغ حاجز الـ 2000 شخص، وبالتالي فإن نسبة قبول دفعات جديدة تناقصت لحد ما ريثما يتم الانتهاء من الملفات الحالية، وهذا بسبب الدراسة الأمنية الموسعة التي تجري في ملف كل شخص على حد سواء إضافة للتحقق من الثبوتيات التي تقدم بها المرشح بعد ترشيحه للجنسية ومطابقتها بالثبوتيات التي تقدم بها خلال عملية تحديث البيانات”.
يضيف: “مثلاُ عندما يتقدم المرشح للجنسية بأوراق ثبوتية إضافية عند عملية التجنيس لم يتقدم بها خلال عملية تحديث البيانات يصبح من الجلي التحقق من صحة تلك الأوراق، حيث تعتبر الجهات المسؤولة ذلك أمراً هاماً من شأنه رفض تجنيس الشخص في حال تبين أن الأوراق الإضافية غير نظامية أو أن هناك تلاعب ما خلال عملية تحديث البيانات، كما أن كل المعلومات التي قدمها الشخص عن نفسه خلال عملية التحديث يجب أن تكون مثبتة خلال عملية التجنيس وإلا لن يتم قبول طلبه أو تأخيره لمدة قد تصل لسنة على أقل تقدير ريثما يتم التحقق من معلوماته الحقيقية ومطالبته بإثباتها وهذا إجراء ضعيف أمام مثل هذه الحالات”، مشيراً إلى أن هذه الأمور من شأنها أن تخلق حجر عثرة أمام المتقدمين.
ولدى سؤاله عن علاقة الأوضاع السياسية بوجود السوريين والإجراءات المتعلقة بهم على الأراضي التركية أجاب: “في الغالب لا يوجد علاقة لأن كل ما يخص السوريين يعتبر شأن داخلي تركي لا علاقة لأحد به، ولكن لا ننكر أن بعض الأمور من شأنها تأخير بعض الإجراءات في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال خلال عملية غصن الزيتون تم إيقاف إذن السفر نهائياً لحين انتهائها إضافة لفرض قوانين جديدة حول إثبات السكن بالنسبة للسوريين في الولايات التركية وهذا تم تحديداً بعد الحملة الأولى في اسطنبول”، لافتاً في الوقت نفسه إلى كل هذا لم يؤثر بشكل كبير على سير الأمور المتعلقة بالسوريين واقتصر التأثير على بعض القرارات الاحترازية المؤقتة.
هكذا يتم منح الجنسية
يقول “عمار وردياني” المتخصص بشؤون السوريين في ولاية هاتاي في حديث لـ “أورينت نت”، إن الجنسية التركية تتألف من سبع مراحل تبدأ بتسليم الأوراق وتنتهي بإجراءات بسيطة للحصول على الهوية التركية، حيث تعد مرحلة تسليم الأوراق هي أول مرحلة وتأتي بعد اتصال من مديرية الهجرة أو مباشرة الشخص بنفسه تسليم أوراقه بعد معرفته بورود اسمع عن طريق سؤال المكتب المخصص لذلك، حيث يتم بعدها إرسال جميع الأوراق والثبوتيات إلى العاصمة “أنقرة” ليتم وضعها في ملف تبدأ دراسته ودراسة معلومات صاحبه فور وصوله وبذلك تكون المرحلة الثانية قد انتهت”، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة تبدأ منذ أن يتم تشكيل لجنة خاصة برئاسة مدير دائرة التجنيس في إدارة النفوس للاطلاع على الملف وتقييمه وفي حال القبول يتم تحويل الملف إلى المرحلة الرابعة (مرحلة الدراسات) وهي أصعب المراحل.
يستطرد: “في المرحلة الرابعة وبعد موافقة لجنة الدراسة في أنقرة يتم إرسال الملف إلى مديرية الهجرة في ولاية الشخص صاحب الملف وبعدها يبدأ البحث الذي يطول أو يقصر وفقاً للأعداد وصحة المعلومات التي تقدم بها المرشح إضافة للمعلومات التي يجب أن تكون متطابقة تماماً بين تحديث البيانات وبين الوثائق المقدمة، حيث تستمر المرحلة الرابعة بين شهر ونصف وحتى سنة يتم خلالها دراسة جميع الملفات الأمنية التي من شأنها عرقلة سير المرحلة كارتكاب شخص لجرم ما أو ارتكابه مخالفة استوجبت فتح (ضبط ودعوى) في المحكمة مهما كانت بسيطة”، لافتاً إلى أنه في المرحلة الرابعة يتم إرسال الملف لأربعة جهات هي (وزارة الخارجية التركية – أمنيات الولاية التي يتبع لها صاحب الملف – وزارة المالية – والـ MIT أو المخابرات التركية).
يضيف: “بعد الوصول للمرحلة الخامسة وهي المرحلة التي يتم فيها تحويل الملف إلى رئاسة مجلس الوزراء بعد دراسته من الجهات الاربعة المذكورة تبدأ المرحلة السادسة وهي مرحلة القرار النهائي التي بموجبها سينتقل الشخص إلى المرحلة السابعة بعد المصادقة على القرار والتي يتم خلالها إرسال الملفات إلى دائرة النفوس العامة قبل الدخول بالمرحلة الثامنة والأخيرة التي يطلب منها من صاحب الطلب مراجعة دائرة النفوس لاستكمال الإجراءات واستلام الهوية الجديدة.
الجدير بالذكر أن موظفين في مركز تحديث البيانات بمدينة أنطاكيا التركية، أكدوا أن بعض الفئات من السوريين الذين تم التحقق من بياناتهم وتثبيتها لدى دوائر الحكومة المعنية كـ “النفوس والهجرة والأمنيات” أصبحت حظوظهم أكبر في الحصول على الجنسية التركية