هذه مخاطر نشر الآباء صور الأطفال على الإنترنت

باتت منشورات الآباء على الشبكات الاجتماعية عن أطفالهم أمراً طبيعياً، لكن هذه التكنولوجيا تعرّض الأطفال لما يمضي الآباء عمرهم في منعه وهو إيذائهم عبر نشر الآباء صور الأطفال على الإنترنت بكل براءة.

إذ يتعرض الأطفال بشكل متزايد، لخطر سرقة الهوية والإذلال وانتهاكات الخصوصية المختلفة والتمييز المستقبلي، بسبب كمّ الصور التي يتم نشرها من جهة أو الخوف من استغلالها على يد معتدين مستقبلاً.

وفي الواقع، كشفت دراسة لكلية ليفين للقانون في جامعة فلوريدا، أنّ العديد من الأطفال تكون لديهم بالفعل بصمةٌ رقمية قبل حتى أن يُولدوا، بحسب ما نشرته مجلة Forbes.

وتكون معايشة هذه اللحظات الفارقة دافئةً للغاية ونيتها صادقة لمجرد الرغبة في مشاركة مشاعر الفرح مع العائلة والأصدقاء. لكن نشر تلك الأشياء على الشبكات الاجتماعية يجب أن يستغرق كثيراً من التفكير، خاصةً بعد أن أوضح الخبراء الأمنيون أنّ كثيراً من المعتدين يرون في ذلك فرصةً لجمع المعلومات.

مديرة المركز الأسترالي لعمليات حماية ومكافحة استغلال الأطفال بالشرطة الاتحادية الأسترالية، يلدا سيريك، شددت على حاجة الآباء إلى تطبيق ممارسات الأمان على الإنترنت؛ من أجل حماية أطفالهم من المخاطر التي تجلبها الشبكات الاجتماعية، خاصةً خلال فترة العودة إلى المدارس.

وقالت هيلدا لموقع Stay at Home Mum الأسترالي: “ليست هناك أسباب لإثناء الآباء والمنوط بهم رعاية الأطفال عن التقاط تلك الصور السعيدة ونشرها على الإنترنت. لكنّنا نحث من يفعلون ذلك على التأكّد من استخدام إعدادات خصوصية آمنة، ومشاركة الصور فقط مع الأشخاص الذين يعرفونهم ويثقون بهم”.

ومن شأن صور اليوم الأول في المدرسة أن تكشف عن معلومات قيّمة، مثل شكل الزي المدرسي واسم مَدرسة الطفل، مما يجعل طفلك هدفاً سهلاً للمتحرشين على الإنترنت.

4 أشياء يجب التحقّق منها قبل النشر

وحثّت الشرطة الآباء على تقييم الصور ومقاطع الفيديو قبل نشرها على الإنترنت، والتحقّق من التالي:

الموقع

تُعتبر خاصية الوسم الجغرافي مغريةً للغاية، لكن الخبراء الأمنيين يُوصون الآباء بتخطّي هذا الجزء، لأنّه يمثل وسيلةً لمعرفة مَدرسة الطفل، والأماكن التي يتردّد عليها باستمرار، وحتى الطريق الذي يسلكه إلى المدرسة ذهاباً وإياباً.

المعلومات الشخصية

تأكَّد من أنّ الصورة أو المقطع الذي توشك على نشره لا يُفصح عن أي معلومات شخصية عن الطفل. وتأكَّد أيضاً من أنّه لا يكشف عنوانك أو موقعك أو أي تفاصيل شخصية أخرى. وتجنّب نشر صور مَدرسة الطفل في الخلفية، أو صور له أثناء ارتداء زي المدرسة.

إعدادات الأمان

يجب أن تكون إعدادات الشبكات الاجتماعية خاصتك آمنة وخصوصية قدر الإمكان. وحين تصل إلى خيار الأشخاص الذين ستشارك الصورة معهم، من الأفضل ضبطه على “الأصدقاء” بدلاً من “العامة” على فيسبوك مثلاً. وزيادةً في الحرص، أضِف فقط الأشخاص المقربين الذين تعرفهم من الحياة الحقيقية على الشبكات الاجتماعية.

الأشخاص الذين تشارك الصور معهم

أحياناً تكون العمات، والأعمام، والأجداد، وأصدقاء العائلة المقربون حاضرين في اللحظات الفارقة من حياة طفلك. وسيرغبون على الأرجح في إعادة نشر الصور على حساباتهم أيضاً.

وبصرف النظر عن التأكّد من موثوقية الأشخاص الذين تشارك معهم الصور ومقاطع الفيديو، عليك أيضاً أن تطلب من الأصدقاء والعائلة تطبيق القواعد نفسها المذكورة أعلاه، وأخذ تصريحٍ منك (الأب أو الأم) قبل نشر أي شيء عن أطفالك على الشبكات الاجتماعية.

صور الأطفال على الإنترنت
يمكن أن يتحول شيءٌ بريء مثل لحظة فارقة في عمر الطفل، إلى نقطة استغلال بقصد الأذى/ Istock

كيف تضر صور الأطفال على الإنترنت؟

إن كان هناك شيءٌ يجب أن يعرفه الجميع عن الإنترنت، فهو أنّ الأشياء التي تُنشر على الإنترنت بشكلٍ خاص أو عام ستظل على الإنترنت إلى الأبد، حتى بعد مسحها.

وأحياناً تحظى منشوراتنا بالإعجاب ثم تُنسى، ولكن يمكنها أن تسافر بعيداً عبر الإنترنت، أو تُستخدم ضد أطفالنا، أو تجلب عليهم الضرر أثناء نشأتهم.

وأوضحت هيلدا أنّ بعض المعتدين يقطعون أشواطاً طويلة، من أجل الوصول إلى الأطفال، وقد شهدت الشرطة الاتحادية الأسترالية حالات من استمالة الأطفال على الإنترنت بدأت من المعلومات التي شاركها الآباء على الشبكات الاجتماعية: “وزيادة أعداد الأطفال النشطين على الإنترنت إبان عام الجائحة عنت أنّ المعتدين لديهم فرصٌ أكبر لاستهداف الضحايا المحتملين”.

ومن خلال منشورات الشبكات الاجتماعية، يُمكن أن يعرف شخصٍ ما، اسم طفلك بالكامل، وتفاصيل ميلاده، قبل أن يستخدمها لسرقة هويته بعد 15-20 عاماً. 

كما يُمكن استخدام صور تبليلهم الفراش، أو ارتدائهم زياً مضحكاً، أو لحظة سعيدة من طفولتهم لابتزازهم بعد أن يتقدموا في العمر وهم يعيشون فترة خجل وارتباك، بينما يتحول بعض الأطفال إلى ميمات إنترنت.

من يستمع لطفلك؟

لا تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فقط مشكلة خصوصية الأطفال. على نحو متزايد، تمتلئ منازلنا بالأجهزة الذكية التي تستمع إلى “البيانات”، ومع كل هدية تكنولوجية مزودة بأجهزة التسجيل والبلوتوث مثل ألعاب الباربي أو برامج المساعدة الشخصية، وحتى من خلال التطبيقات التي تستمع في صمت.

ويمكن أن يتحول شيءٌ بريء مثل لحظة فارقة في عمر الطفل، إلى نقطة استغلال بقصد الأذى. 

ورغم أنّه من القاسي للغاية منع الآباء من مشاركة منشورات عن أطفالهم، فإن علينا التفكير جيداً قبل فعل ذلك.