ماذا أفعل في وقت الفراغ؟
هل هناك حياة بعد العمل؟ يبدو سؤالا مضحكا يسخر من استهلاك العمل أو الدراسة لحياتنا، لكن الإجابة بسيطة: أجل، ثمة حياة خارج اجتماعات العمل ومهماته. السؤال الأهم الذي قد نستسهل طرحه على أنفسنا: في تلك الحياة، ماذا أفعل في وقت فراغي؟ قد تشعر بالفزع حين تدرك أنك وحيد، والعمل هو إلهائك عن هذه الوحدة، أو حين تأخذ إجازة وتدرك مدى إدمانك للعمل لدرجة أنه أصبح وظيفتك وهوايتك، أو قد تجد وقتا فعلا لا تشعر فيه بالوحدة أو الهلع لأنك تسده بتصفح لانهائي لمواقع التواصل الاجتماعي. إن كنت قد جرَّبت تصفح تطبيق “تيك توك” مثلا، فستفهم الخدر الذي ينتاب أصابعك ووجهك وجسدك لأنك قضيت عليه ما قد تظنه ربع ساعة، لكنه في الواقع ساعتان، إن لم تكن جرَّبته، فلا تفعل، لكنك على الأرجح تشعر بهذا الخدر مع موقع آخر.
كلنا سواء، لذا علينا أن نتعلم كيف نبني وقت فراغ بنَّاء، نستمتع به سواء على مستوى الاسترخاء أو على مستوى الاستثمار في ذواتنا، لنبدأ اليوم أو الأسبوع الجديد منتعشين بعد أن أولينا أنفسنا الرعاية اللازمة والمحبة المطلوبة، ونستعد لمواجهة متطلبات العالم. نرشدك في هذا الدليل إلى عدد من الأنشطة المتنوعة، التي يوصي بها علم النفس لعيش حياة هادئة ومثمرة، لك أن تطبقها جميعا على نطاق واسع، أو أن تلتزم بنشاط أو اثنين، لكن احذر أن تحوِّلها إلى مصدر قلق أو إلى مهام يُلَحّ عليك إنجازها، لأن هدفها الأول هو الاستمتاع، وربما يأتي معها الإنجاز إن كان متاحا.
وانزعاجنا على نحو غير واع. أشارت إحدى الدراسات إلى ارتفاع هرمون الإجهاد (الكورتيزول) لدى مجموعة من النساء وصفن منازلهن بالازدحام أو أنها تحتاج إلى أعمال إضافية، أما مجموعة النساء اللواتي تحدثن عن منازلهن بلغة إيجابية ووصفنها بأنها مريحة ومرتبة، فقلَّت نسبة الهرمون في أجسادهن. لكن لا شيء يقيني، إذ أوضحت تجربة أخرى أن بعض البيئات الفوضوية تشعل فتيل الإبداع، وتستحدث أفكارا مبتكرة، لذا لا بأس إن تركت لنفسك متنفسا تمرح فيه بفوضوية كما تحب، لكن بالنسبة إلى معظم الناس، ترتيب المكان والتخلص من الأشياء المكدسة أعلى الخزانات وخلفها وفي الأدراج وأسفل السرير، قد يساعد بشدة على تعزيز الإنتاجية وتحسين الصحة العقلية والبدنية. يمنحك هذا النشاط تركيزا أفضل وأحدَّ، إذ تُعيقك الفوضى عن العثور عما تحتاج إليه، أو تشتت انتباهك، أو تثير انزعاجك. قد يمنحك النظام شعورا باحترام ذاتك وتقديرها، وستشعر بالفخر والاحترافية والكفاءة حين تحتفظ بما تحتاج إليه فقط، وتتخلص -وإن كان بصعوبة- مما لم تستخدمه منذ زمن طويل، وسيُعيد لك شعورك بسيطرتك على محيطك(1).
ستستمتع بفوائد الفرز المنزلي في حال حوَّلت العملية من عمل منزلي روتيني إلى رغبة في تزجية الوقت وتحسين بيئتك المحيطة. أولا، ابدأ بخطوات صغيرة، اختر درجا معينا أو خزانة معينة ورتِّبها وتخلص من الفائض منها، قسِّم الغرفة الواحدة على عدة أيام متفرقة، خلالها تحقق أهدافك وتقضي وقت فراغ مثمر وترتب الفوضى. كذلك حين ترى مساحة صغيرة مرتبة ومنظمة وسهلة الاستخدام، ستشجِّعك على العمل على مساحة أوسع. أما إن قررت فرز المطبخ بأكمله في يوم واحد، فقط تُحبطك الفكرة قبل حتى قبل أن تشرع في تنفيذها.
ابنِ الهدف على أهداف أخرى، بمعنى أنك في حيرة من أين تبدأ، لكنك دعوت صديقك على الغداء في نهاية الأسبوع، سنبدأ إذن من غرفة الجلوس، ننظم المكتبة، نتخلص مما قبع هناك لسنوات دون استخدام أو حاجة؛ أو مثلا قررت بيع الأواني الزائدة لبائع الخردة المتجول -إن وجد- الذي يأتي صباح الجمعة، إذن عليك استغلال هذا الأسبوع لفرز أواني المطبخ وتحديد أيها تحتاج وأيها زائد عن حاجتك. لكن تذكّر أنك تفعل هذا تزجية لوقت فراغك، لذا لا تضغط نفسك، وكن على علم بأن الفرز والتنظيم يستغرق وقتا أطول من المتوقع(1).
لنيل المعرفة أشكال شتى، قد تفضل الجلوس لساعات تقضيها في القراءة، أو ربما أنت من محبي المحتوى المرئي الذي يساعدك على التركيز أكثر، أو المحتوى الصوتي الذي تحبّ فعله بجانب نشاط آخر، جميع الطرق مفيدة، لكن لماذا عليك أن “تتعلَّم” القراءة فعلا؟ ليس لأنها الوسيط الأمثل فحسب، بل لأن تعلُّمها يأتي معه مهارات تتخطى فكرة القراءة ذاتها. تُدرّب القراءة أدمغتنا على العمل بكفاءة أكبر، وتساعدنا على معالجة المعلومات بسرعة أكبر، وتشحذ ذاكرتنا، وتعلِّمنا تدريجيا الربط بين المعلومات فيما يساعدنا على حل المشكلات والتفكير بمرونة(2).
- كيف تقرأ وتستفيد فعلا مما تقرأ؟
ستُعمِّق القراءة الصحيحة تقديرك للأدب، ستكتسب منها خبرات جديدة، وتثري معرفتك بالعالم والناس من حولك، أيًا كان المجال الذي تهتم به، فكِّر فيما ستحب معرفته، وحتما ستجد كتابا عنه، بل حتى إن لم تكن قارئا مثابرا فقد تجد موضوعا يثير اهتمامك في “مقدمة قصيرة جدا” المتاحة مجانا على منصة “هنداوي“. تتطلب القراءة الجيدة ملاحظة تفاصيلها الصغيرة وتأملها وحتى التشكيك بها أيضا، مفتاح الاستغراق فيها والاستمتاع بها هو البطء والتروي، تذكَّر: أنت تقرأ لأجل المتعة، لأجل تصفية ذهنك وشغله بأشياء وشخصيات شيقة بعيدا عن مشاق العمل أو إنهاك الدراسة، لا داعي للعجلة، اقرأ كأنك تتلذذ بأكلة تحبها، على مهل وبتأن كأنك تسير على حبل. جرِّب قراءة كتبك المفضلة مرة أخرى، فبقراءتها ستعود إلى شيء جميل مألوف ألفة الأصدقاء القدامى، وستدرك ما فاتك في القراءة، وكذلك ستلحظ الفارق الذي حلَّ بشخصيتك ونظرتك للأمور. جرِّب القراءة بصوت عال، صفحة أو فقرة، ستساعدك على التدقيق في طريقة الكاتب واستخدامه للكلمات، تحديدا حين تعكس نبرة صوتك المعنى وتكمِّله.
ثالثا: اشحذ ذهنك
ربما فكّرت كثيرا في التسجيل في صف تعلُّم البيانو أو العود، أو راودتك أحلام يقظة عن منظرك وبراعتك وأنت تجلس منتصبا أمام البيانو وتعزف أجمل الألحان. دعني أقنعك بضرورة وأهمية تحويل حلم يقظتك إلى واقع تعيشه في وقت فراغك. اجتمع علماء الأعصاب على استكشاف الهدوء الكامن خلف أوجه الموسيقيين، ووجدوا أن شيئا يشبه المفرقعات النارية يجري في أدمغتهم من خلال مراقبتها بالتصوير بالرنين المغناطيسي، لاحظ العلماء نشاط مناطق معيّنة في أدمغتهم خلال أداء مهام مثل القراءة أو حل المسائل الرياضية، أما حين أسمعوهم الموسيقى، فشاهدوا “ألعابا نارية”.
رأى علماء الأعصاب أن مناطق متعددة من الدماغ تضيء، وتُعالج في الوقت نفسه معلومات مختلفة في تسلسلات معقدة ومترابطة وسريعة بشكل مذهل. السبب -المقترح حتى الآن- أن العزف على آلة موسيقية يُشرك كل مناطق الدماغ في آن واحد، وخاصة القشرة البصرية والسمعية والحركية، وكما هو الحال مع أي تمرين آخر، فإن الممارسة المنضبطة والمنظمة في عزف الموسيقى تقوي وظائف الدماغ، وتسمح لنا بتطبيق هذه القوة على الأنشطة الأخرى في حياتنا. إن كنت مستمعا فحسب، فستندمج مع الموسيقى وترقص عليها سواء بجسدك أو في ذهنك، لكن ما يميز تعلم العزف أن الأذن الموسيقية تسمع الموسيقى، ثم تفككها إلى عناصرها الأساسية لفهم لحنها وإيقاعها، ثم تُعيد تجميعها للاستماع إليها وحدة واحدة. أي أن الاستماع إلى الموسيقى يُشرك الدماغ في أنشطة مثيرة للاهتمام ومتعة تحثُّ الجسد على الاسترخاء أو الاندماج معها حسب نوعها، لكن عزف الموسيقى يمرِّن الدماغ كأنك مرَّنت كل عضلة من جسدك(3)(4).
رابعا: تريَّض
تلعب التمارين البدنية دورا شديد الأهمية في الصحة العقلية والنفسية، وتخفف من أعراض حالات معينة مثل الاكتئاب والقلق غير المزمنَين. يُناقش الجميع أهمية الأنشطة الحركية على الصحة البدنية، ويتغاضون عن تأثيرها على الحالة النفسية للمرء ونظرته لنفسه. تقلل التمارين الرياضية أو الأنشطة الحركية من حساسية الجسد في مواجهة القلق، إضافة لهذا، يساعد التريض على تنظيم وتخفيف الأعراض الجسدية الشائعة كالصداع وآلام القولون العصبي، ويعزز نمو الخلايا العصبية الجديدة في مناطق رئيسية من الدماغ، بما في ذلك الحُصين، الذي يؤدي دورا غاية في الأهمية في تكوين ذكرياتنا وتخزينها وتنظيمها، وتهدئة الدماغ وقت التوتر أو الإجهاد العصبي.
أما أولئك الذين يعانون من اضطراب الهلع، فقد يكون التريض، بجميع أشكاله، وسيلة استباقية أو سبيلا للتأقلم حتى يتخلص من التوتر المكبوت ويقلل من مشاعر الخوف والقلق. تقلل ممارسة الرياضة من إفراز هرمونات التوتر، وتزيد من مادة الإندورفين، المادة الكيميائية التي تُسمى هرمون السعادة؛ ما يمنح مزاجك دفعة طبيعية من صفاء الذهن، ويصرفه عن الأفكار والمشاعر السلبية، بل قد يُعيد استخدامها باعتبارها محفزا للاستمرار ومقاوما لها. يُعزز كذلك من ثقتك في نفسك، لأنك ستشعر بالرضا عن جسدك، ستستكشفه وتصادقه، ربما تخسر وزنا مع الاستمرار والنظام، فيمنحك ألقا طبيعيا وابتسامة مشعة.
دعنا لا نسميها “تمارين” لِمَا تنطوي عليه الكلمة من إجهاد والتزام مرهق قبل بدايته حتى في بعض الحالات، لنسمِّها أنشطة حركية، وهي طيف واسع يتسع لكل الشخصيات على اختلاف تكوينها وتفضيلاتها. هناك الركض، والرقص، واليوجا، ورفع الأثقال، والسباحة، والمشي، وركوب الدرّاجة؛ كل ما سبق بوسعك فعله بمفردك، بعضها يتطلب تدريبا مع متخصص، وبعضها يمكنك الشروع به في هذه اللحظة. لدينا قسم آخر أكثر إمتاعا: الألعاب الجماعية. لا ينحصر هذا الجزء في الفوائد البدنية التي قد تجنيها من ألعاب كهذه، بل كذلك ستوسِّع شبكتك الاجتماعية من خلال لقائك بأناس قد لا يربطك بهم أي اهتمامات مشتركة سوى هذه اللعبة، من خلالها ستقاوم خجلك، وستتمكن من صنع صداقات وأنت شخص راشد، وهكذا تصيد عصفورين بحجر واحد. جرِّب كرة القدم، أو السلة، أو الكرة الطائرة، أو التنس(5).
خامسا: نشِّط حواسك الخاملة
إن كنت تبحث عن شيء مُسلّ ومبدع ويُشغلك بأكثر من طريقة، فباب المطبخ مفتوح دوما، والخَبز هو مرادك بالضبط. يُشغل الخبزُ حواس اللمس والشم والتذوق؛ ما يُساعد على الاستغراق فيه لدرجة منعشة تُعيد شحن طاقتك، ويُساعد الخبز على احتواء القلق حين تخلط مكوناته بعناية حتى لا تفسده فتركز انتباهك عليه، تختبر قوام العجين فتكون حاضرا في لحظتك بشتى حواسك، بعيدا عن مخاوفك عن الماضي أو المستقبل، واستخدام يديك لبناء أو صنع شيء ما هو نشاط فني إبداعي في حدِّ ذاته، سواء كنت مبتدئا أم محترفا. تضعه في الفرن، فتسمتع برؤية عملية إنتاجك من البداية إلى النهاية، كذلك إن قررتَ خبز الكعكة المميزة التي كانت تعدُّها لك والدتك في طفولتك، فإنها ستُعيد خلق ذكريات سعيدة وتجديد أواصرك بما نسيته. إن كنت تجد الخَبز مملا أو مرهقا، جرِّب الطهي، حتى لو وجبات بسيطة مثل إعداد السلطة، أو تقطيع الخضار لتخزينه؛ حركات اليد المكررة ستُشعرك بالاسترخاء المطلوب، وأيا كانت تجربتك، فتذكَّر أن الهدف هو المحاولة في حد ذاتها وليست مثالية النتيجة.
المزيد من الاقتراحات
- شاهد الكلاسيكيات التي لم تشاهدها من قبل، أو أعد مشاهدة أفلامك المفضلة مع كتم الصوت وملاحظة حركة الكاميرا.
- حضِّر قائمة بأغاني طفولتك أو مراهقتك المفضَّلة، سيطير الطفل بداخلك من السعادة.
- قم بمارثون أفلام أو مسلسلات مع نفسك أو مع أحد أصدقائك، كم حلقة يا ترى في وسعك مشاهدتها في عطلة نهاية الأسبوع؟
- تصفَّح مجلات الكوميكس، سواء مجلتك المفضلة أو استكشف المتاح حتى تعثر على ما يُثير اهتمامك.
- مهما بدت الفكرة مبتذلة لك، هل فكرت في ملءِ البانيو بماء دافئ مع أملاح الاستحمام والشموع العطرة؟
- لا تفرِّق العناية بالذات بين رجل وامرأة؛ جرِّب (جرّبي) عمل جلسة باديكير ومانكير في المنزل مع وضع قناع مرطِّب على الوجه، والمتعة ستتضاعف إن شاركت عائلتك أو أصدقاءك.
- اليوجا سحر مجهول، لا تحتاج لأن تكون خبيرا حتى تمدد جسدك وتتنفس بعمق لعشر دقائق، وبإمكانك دوما إيجاد دروس متاحة على الإنترنت لكل المستويات.
- مارس التنفس الواعي. نشاط بسيط لكن أثره عظيم يدرِّبك على البطء والانتباه ويهدِّئ جسدك وأعصابك، أَغمِض عينيك، وضع يدا على قلبك والأخرى على بطنك، وخذ أنفاسا عميقة، يحبّذ لو كان الشهيق من الأنف والزفير من الفم، وصبَّ كامل تركيزك على حركة بطنك وإيقاع أنفاسك، وكلما تاه عقلك في متاهة أفكاره أعد تصويبه من جديد وكرر العملية لخمس دقائق أو أكثر، مع زيادة المدة كل يوم.
- استلقِ وأطفئ الأنوار المحيطة بك، واستمع إلى الراديو أو إلى بودكاست أو إلى موسيقى هادئة، العالم سريع الحركة ومضطرب، واستراحة كهذه ستكون محل تقدير عظيم من جسدك.
- حضِّر عصيرك أو مشروبك المفضل في المنزل، ربما مع الممارسة ستتمكن من إعداده بنفس جودة المطاعم.
- حاول إعداد وجبتك المفضلة في مطعمك المفضل في المنزل، لا ترفع من توقعاتك لكنك ستستمتع باستكشاف الكواليس بنفسك.
- احفظ خطوات رقصة ما -حتى وإن كانت رقصة على التيك توك- وصوِّرها مع أصدقائك أو بمفردك.
- اكتب قصيدة، ولو رديئة.
- اكتب رسالة لشخص تحبه، أو لشخص ضايقك يوما، أو ضايقته.
- أعِد تدوير قميص قديم. توجد الكثير من الأفكار المذهلة لإعادة تصميم الملابس، حتى إن كانت بغرض اللعب والتسلية لا أكثر.
- اشترِ دفتر تلوين مخصصا للكبار، ولوِّن رسمة كل أسبوع على جلسات منفصلة، سيساعدك على الاسترخاء والاستغراق.
- صمّم ألبومَ صور لعائلتك أو أصدقائك.
- افعل أي نشاط بيديك، حتى وإن لم تكن ماهرا في الأعمال اليدوية. قد ترسم، أو تصمم تصميما بسيطا بالكولاج، أو تتعلم الكورشيه، أو تُصلِح غرضا بسيطا كان معطلا في المنزل.
- تعلَّم الشطرنج مع أحد أصدقائك، أو مع لاعب الكمبيوتر على موقع “chess.com” الذي يُتيح لك تحديد مستواك واللعب على أساسه.
- نظِّم حاسوبك، وامسح الملفات القديمة التي لم تفتحها منذ زمن بعيد.
- اكتب توقعاتك وخططك للشهر المقبل، ثمَّ قسِّمها -لتظل واقعيا- على الأسابيع.
- شاهد فيلما وثائقيا عن حدث تعرفه لكن تفاصيله غائبة عن ذهنك، هل تتذكر ما حدث في الحرب العالمية الأولى؟ هل تعرف ما هي محاكم التفتيش؟ وغيرها لديها مخزون لا ينضب من المتعة.
كلمة من فريق سكون:
أوصى “ونستون تشرشل” باللعب العميق؛ بمعنى أنه لا يكفي أن تبتعد مكانيا وذهنيا عن مشغولياتك، بل عليك الانخراط -بقدر ما تنتبه لعملك- في راحتك، والاستغراق في نشاط عميق يُساعدك على قضاء وقت فراغ ممتع وفعَّال، أن تندمج فيه ذهنيا، لا أن تفعله ببال مشغول في العمل والمسؤوليات التي تنتظرك. الراحةُ لا يعني التوقف، بل تعني الإبطاء واستكشاف الذات خارج أُطر العمل وتعريفاته(6).
أيَّ نشاط تختار؟ الأمر متروك لك، لكن دعني أذكِّرك بأن عددا مفاجئا من الحائزين على جائزة نوبل ورجال الأعمال الناجحين والجنرالات لديهم هوايات تستغرق وقتا طويلا أو تتطلب جهدا بدنيا أو عقليا، بل إن بعضها خَطِر مثل الإبحار أو تسلق الجبال، وآخرين عدَّائين أو رسامين أو موسيقيين شبه محترفين. بغض النظر عما تختاره من القوائم التي ذُكرت في هذا الدليل، عليه أن يكون ممتعا لك، يُوقظ حواسك، ويمنحك رضا نفسيا مختلفا عما تشعر به في وظيفتك أو دراستك لكن في سياق مختلف تماما.