ما هو حكم إفطار المرأة الحامل في رمضان
إنّ الأصل في هذه المسألة هو أنّ الحامل يجب عليها الصيام في رمضان، إلّا أنّ الشرع قد رخص للحامل أن تفطر في عدة حالات حتى لا تكون الأمور شاقة عليها.
لا يجوز للحامل أن تفطر في رمضان إن لم تتيقن بأنّ صيامها سيكون له أثر سلبي عليها أو على جنينها أو عليهما معّا؛ وأنّ الصيام سيلحق بأحدهما أو كليهما الضرر الأكيد، فلا يجوز للحامل أن تفطر لمجرد الوهم أو لمخافة الضرر دون أن تتحقق؛ وكذلك لا يجوز لها الإفطار بناءً على طلبٍ من زوجها أو غيره دون سبب.
تترتّب على إفطار الحامل في شهر رمضان عدّة أحكامٍ؛ وذلك باعتبار السبب الذي أفطرت لأجله، ممّا تُبنى عليه حالتان، وبيانهما على النحو الآتي:
الحالة الأولى: إن خافت الحامل على نفسها فقط، أو خافت على نفسها وولدها معاً، فيجوز لها أن تُفطر، ويجب عليها القضاء باتّفاق أهل العلم.
الحالة الثانية: إن خافت الحامل أو المُرضع على الولد فقط؛ وقد اختلف الفقهاء فيما يترتّب على ذلك من أحكامٍ، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، بيانهما على النحو الآتي:
القول الأول: يجوز إفطار الحامل، أو المُرضع؛ بسبب الخوف على الولد فقط، ويجب عليها القضاء فقط دون الإطعام، وهو مذهب الحنفيّة، واستدلّوا على قولهم بما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّهُ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالمدينةِ وَهوَ يتغدَّى، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: هلمَّ إلى الغداءِ، فقالَ: إنِّي صائمٌ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ للمسافرِ الصَّومَ وشطرَ الصَّلاةِ، وعنِ الحُبلَى والمُرضِعِ).
القول الثاني: يجوز إفطار الحامل، أو المُرضع إن خافتا على ولديهما فقط، ولم تخافا على نفسيهما، ويجب عليهما القضاء مع الفدية، وذلك مذهب المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة،واستدلّ الشافعيّة على ذلك بقول الله -عزّ وجلّ- في كتابه: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
حكم إفطار الحامل في رمضان خوفًا على جنينها
ماذا قال العلماء في الصوم الذي يلحق ضررًا في الجنين؟ أمّا آراء المذاهب الأربعة في حكم إفطار الحامل التي تخاف على جنينها فهي:
المالكية: قالوا بأنّ إفطار الحامل جائز لمن تخاف أن يتضرر جنينها بسبب صيامها، وإفطارها واجب إن كان صيامها سيكون سببًا في هلاك الجنين أو أن يلحق به ضرر شديد.
الحنفية: أجاز الحنفية للحامل أن تفطر إن كان الصيام سيضر بجنينها. الحنابلة: قالوا بأن إفطار الحامل هو مباح لمن تخاف الضرر على جنينها.
الشافعية: أمّا الشافعية فقالوا بوجوب إفطار الحامل إن كانت تخاف على جنينها الضرر الذي لا يمكن تحمله بسبب صيامها.