الآيات والسور التي وردت فيها كلمة سلطان ومشتقاتها في القرآن الكريم

وسنبدأ الآن في استعراض الآيات الكريمة كما وردت في المواضع التي تم تصنيفها سابقا.

أولا: منسوبة إلى الله جل وعلا:

بمراجعة دقيقة للآيات العشرين والتي صنَّفتها على أنها منسوبة لله نرى:

 1.  10 آيات منها تتحدث عن الشرك بالله دون سلطان مُنْزَلٍ  أو مُنْزَّلِ (بتشديد الزاي) من الله مع اختلاف الجو النفسي بينهما وهي الآيات التالية: (آل عمران151، الأنعام81، الاعراف33،71، يوسف40، الحج71، الروم35، غافر35،56، والنجم23).

فالآية 151 من سورة آل عمران (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) تتحدث عن المشهد الختامي من معركة أحد، حيث كان المشهد الأول حين انتصر المسلمون وانكشف المشركون، وتركت كتيبة الرماة موقعها من جبل أحد للمشاركة في استلاب الغنائم، وجاء المشهد الثاني حين دارت رحى الحرب إلى جانب المشركين وحققوا الانتصار وانجلت المعركة الرجوع عن خسائر كبيرة في الصف الإسلامي، وعاد المشركون إلى مكة. وفي طريق العودة فكر كفار قريش في ال مرة أخرى للقضاء على المسلمين، ويأتي المدد الإلهي بإلقاء الرعب في قلوب المشركين، وهو المشهد الختامي للمعركة. يأتي هذا المدد والعون الإلهي لنبيه الكريم وأمته بعد أن تحقق الدرس، وتحققت الحكمة الإلهية أن للنصر شرائطه و أسبابه فإذا غاب بعضها لم يتنزل حتى ولو كان الرسول بينكم، فسنة الله ماضية لا تحابي أحدا ولا تجامل أحدا مهما كانت منزلته! ومَن أعظم منزلة عند الله من حبيبه محمد؟!! ورغم هذا يتعفر وجهه الشريف ويخضب بالدم وتنكسر رباعيته.

إنه المنهج الإلهي الذي يجب أن يتحقق في قلوب هذه الفئة المؤمنة، نواة الأمة التي ستحمل الهدى للبشرية على مر العصور إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

الجزء الآخر من المنهج الإلهي هو أن المشركين في ادعائهم شركاء لله لا يملكون سلطانا على صدق ادعائهم، لأن الحقيقة الأبدية أن المصدر الوحيد للسلطان هو خالق الكون كله وما ومن فيه، وهو لم يُنزل على المشركين سلطانا على ما افتروه من آلهة يعبدونها من دونه، فكان الجزاء لهم في الدنيا: إلقاء الرعب في قلوبهم، وفي الآخرة الخلود في النار، وعبَّر عن ذلك بكلمة (مأواهم) وهو مكانهم الذي سيمكثون فيه وبئس المآل، وبئست النهاية والمصير.

وتأتي الآية 81 من سورة الأنعام (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) لتتحدث عن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام أثناء الجدال الذي دار بينه وبين قومه عندما خوفوه بآلهتهم، وأنها ستضره وتؤذيه، فكان رده عليهم: أي الخوفين أشد عجبا؟ عدم خوفي من آلهتكم التي اتخذتموها من دون الله وهي التي لا تضر ولا تنفع ولا تملك حتى أن تحمي نفسها إن أراد أحد أن يضرها أو أن يحطمها (كما فعل بها بعد ذلك)، أم عدم خوفكم أنتم من الله وقد عبدتم آلهة شتى من دونه وأنتم تعرفونه كما تقرر هذه الآية، وحالكم أنكم اتخذتم الشركاء دون سلطان من الله على صدقهم، وحاشا لله أن ينزل عليكم سلطانا بصدقهم وهو الواحد القهار.

ويأتي التعقيب بسؤال استنكاري منطقي فأي الفريقين أحق بهذا الشعور العارم بالأمن؟ أنا الرسول من عند الله مصدر السلطان ومصدر الأمن ومصدر الخير والهدى والرشاد أم أنتم الذين عبدتم آلهة لا تملك من أمر نفسها شيئا فكيف تملك لكم أمنا؟!

وتتعاقب الآيات من سورة الأعراف، فالآية 33 (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون) تتحدث عن نفس الأمر وهو اتخاذ المشركين آلهة من دون الله من غير سلطان من الله على ذلك، يأتي هذا الحديث في إطار بيان المصدر الحقيقي للتشريع للناس، وللتأكيد أن صاحب الحق في التشريع هو فقط المتفرد بالسلطان في هذا الكون الفسيح، إنه الخالق البارئ المصور، إنه الله، لا الشركاء الذين يتخذهم المشركون من دون الله، هذا هو المنهج الرباني،  فالله هو الذي يملك وحده الحق في تشريع الحلال وتحريم الحرام، والذي يصلح به حال الإنسان ويعمر به الكون وتتحق فيه الخلافة في الأرض.

 أما الآية 71 من نفس السورة (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ)  فتتحدث عن نبي الله هود في نهاية حواره مع قومه حول توحيد الله وإفراده بالعبودية الحقة، لأنه وحده المستحق للعبادة وليس هذه الأصنام التي يداومون على التقرب إليها من دون الله، وهم في هذا قد ساروا على نهج الآباء والأجداد، إنه التقليد الأعمى والتبعية البكماء من غير إعمال لأكبر نعمة أنعمها الخالق تبارك وتعالى على الناس، من غير إعمال العقل في التفكير والتدبر في أنفسهم وفي الكون من حولهم.

إنه عنصر آخر من عناصر المنهج القرآني الذي تقوم به الحضارة وعمارة الكون، هو التفكير والتدبر والبحث عن الحقائق الكونية للوصول إلى التناغم والانسجام التام بين كتاب الله المنظور وكتاب الله المقروء، وكلٌّ من عند الله.

وهنا الإبداع القرآني في الحديث عن النتيجة المترتبة على اتخاذ الآلهة من دون سلطان من الله، وذلك في نهاية الحوار بين هود عليه السلام وقومه وقد انتهت حجتهم بأن استعجلوا العذاب (في الآية السابقة)، فجاء الرد قاطعا في صورة جازمة في صورة الفعل الماضي (قد وقع) أي أنه القرار الإلهي بوقوع العذاب بكم مصحوبا بالغضب من الله عليكم، ما أشده من عذاب! وهذا هو النتيجة لشرككم بالله ما لم يُنزِّل به عليكم من سلطان، بل إنها لا تعدو إلا أن تكون أسماء سميتموها، وذلك للحط من شأنها وتهوينها، فهي لا ترتقي حتى لمرتبة أن تكون أشياء لها جوهر وحقيقة، إنها مجرد أسماء… ويتابع هود الموقن بربه: إنني أنتظر ما سيحل بكم فانتظروا فهو قريب قريب.

وتأتي الآية 40 من سورة يوسف (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) في إطار أسلوب من أساليب الأنبياء في الدعوة إلى الله، وذلك عندما توجَّه إليه اثنان ممن كانوا معه في السجن بعدما رأوا منه الصلاح والإحسان بالطلب لتفسير رؤى لهما قد رأوها. فقد بدأ بتعريف نفسه إليهم وعبادته لله وحده على نهج آبائه إبراهيم واسحاق ويعقوب، وترك ملة الكفر وعبادة الأصنام، وهو هنا يخاطبهم بما يقربهم منه ويجذب قلوبهم لالتقاط هذه الرسالة الصادرة من قلب عامر بالإيمان الباعث على الإشعاع على من حوله حين تحين الفرصة المواتية وقد جاءت، يخاطبهم بقوله (يا صاحبي السجن) ثم يقرر الحقيقية الصادمة لهما عن هذه الآلهة التي يعبدونها وقومهم، وذلك بمثل ما قال نبي الله هود عليهم جميعا السلام أنها مجرد أسماء وأوهام لا حقيقة لها ولا قدرة على النفع أو الضر، لأن صاحب السلطان هو الله الذي له الحكم وله الأمر، وأمره للناس كافة أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وهذا هو الدين القيِّم الذي تستقيم به حياة الخلائق من الإنس والجن. هذا أسلوب من أساليب الدعوة إلى الله يرشدنا إليه القرآن في هذه الآيات البينات وهو جزء من المنهج الإسلامي الذي يتكامل مع العناصر الأخرى لإقامة حضارة الإسلام. (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

وهنا تبرز ملاحظة لطيفة، ففي الآية 71 من سورة الأعراف وحين تحدث القرآن عن العذاب الذي سيحل بالمشركين جاءت كلمة ينزِّل (بتشديد الزاي) أما في الآية 40 من سورة يوسف وحيث الحديث في إطار الدعوة بالموعظة الحسنة فناسب المقام كلمة أنْزَل (بتخفيف الزاي).

ثم ننتقل إلى الآية 71 من سورة الحج (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) وهي تعرض لحال مشركي قريش وهم يواجهون النبي الأكرم سائرين على نفس منوال الذين سبقوهم من المشركين من الأقوام السابقين والذين سبق الحديث عنهم، إنهم اتخذوا من دون الله آلهة دون سلطان من الله، وهنا أضاف القرآن الكريم لهذا شيئا آخر (وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْم) وكأنه يؤكد مرة على المنهج القرآني القائم على العلم، على الحقائق السليمة بعد البحث والتحقق، على العلم وهو يخاطب مجتمعا أميا وجاهليا، وذلك لأنه يؤسس لأمة حضارية تعمر الأرض بالعلم والعدل.

وتجيء الآية 35 من سورة الروم (أمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) لترسم مشهدا عجيبا للناس، كل الناس في كل العصور والأصقاع.  والسؤال الاستنكاري والتهكمي من المشركين، فهل أنزل الله عليكم سلطانا يتكلم لكم ويخبركم أن ما تعبدون من دون الله هو الحق؟!! والصياغة هي بصورة المجهول لبيان هوانهم على الله فلا يستحقون منه الخطاب المباشر.

وهذه الآية تتوسط آيتين سبقتها وآية تليها، فالآيات تصور حال الناس وتفاعلهم عند تعرضهم للضر والرحمة من الله. فالآيتان السابقتان بدأتا باستعراض حال الناس إذا تعرضوا للضُّر والشدة فإنهم يتجهون إلى الله بالدعاء ليكشف ما هم فيه، أما إذا أصابتهم نعمة من الله أشركوا به وأعرضوا عنه، أما الآية التي تليها فأتت بالصورة المقابلة بأن بدأت بإصابة الناس بالنعمة والرحمة وفرحهم بها، وإن أصابتهم سيئة قنطوا من رحمة الله. (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ۚ فَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(34) أمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ( 3). وفي هذه الآيات لطيفة جميلة تدل على الإعجاز البياني فقد بدأت الآيات بالضر ثم الرحمة ثم الآية التي تتحدث عن إنزال السلطان ثم الرحمة فالسيئة. سبحانك ربي! (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ولكنه كتاب الله المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ثم تأتي الآيات من سورة غافر(الآيتان 35 و56) : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار 35) ، (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ56).

فالآية الأولى جاءت على لسان مؤمن آل فرعون وهو يتحدث عن السبب الرئيس المؤدي إلى المجادلة في الآيات البينات التي جاء بها موسى عليه السلام (تسع آيات). ففرعون ومن سار معه بلغ بهم الكِبْر مبلغا عظيما وتجبروا على عباد الله، فكانت النتيجة أن طبع الله على قلوبهم فما تبصر ولا تفقه شيئا مع الغضب والمقت الذي حاق بهم من الله جزاء وفاقا.

وهو نفس السبب الذي تحدثت عنه الآية الأخيرة، فالجدال في آيات الله لا يكون إلا بسبب الكِبْر الذي ملأ صدورهم بدون سلطان أتاهم من الله، ورغم هذا فالمولى عز وجل بيَّن بشكل لا لبس فيه أنهم أهون وأحقر شأنا من أن يبلغوا هذا الكبر المُدَّعى من قِبلهم، فما عليك أيها النبي إلا أن تستغيث بالله وتعوذ به، فالله يراك ويسمعك، (وهو معكم أينما كنتم).

وختام هذه المجموعة من الآيات العشر يكون بسورة النجم 23 (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ) لتؤكد مرة أخرى على أن ما يعبده  مشركو مكة لا يعدو أن يكون أسماء لا جوهر ولا حقيقة لها كما ذكرنا سابقا. يأتي هذا التأكيد

في سياق مباشر للمشركين، ثم ينتقل القرآن إلى وصف حالهم بصيغة المجهول (إن يتبعون) تحقيرا لشأنهم وتهوينا لهم لإشركهم بالله ما لم ينزل به سلطانا. وفي هذه الآية تأكيد مرة أخرى على المنهج القرآني في وجوب الأخذ بالحقائق والعلم وترك الظن واتباع الآباء وتقليد الآخرين، ويزيد التقريع لهم حين أكد القرآن أنهم يفعلون هذا رغم مجيء الهدى لهم بإرسال النبي الأكرم لهم، فالهدى بينكم ترونه وتسمعونه وتلمسونه وتعرفونه حق المعرفة.

كتابة: الأستاذ محمود البرهان